قطـر فـرضت نـفسـهـا عربيـاً ومصطـفـى أطـاح بأقـوى مـلاكميـن
متابعة - سمير البحيري:
الموافق 17-01-2003
بعد تحقيق ملاكمنا خالد مصطفى الصديق للميدالية الذهبية لوزن 91 ك في البطولة العربية الخامسة لشباب الملاكمة ليضع قطر على خريطة الملاكمة العربية وبسرعة بأول ميداليـة ذهبيـة للمـلاكمـة القطـريـة فـى تأريخـهـا .. حيث احتل المنتخب القطري المركز الأول خليجياً والخامس عربياً وهذا يعد انجازاً كبيراً في حد ذاته وليست ثمة مبالغة في ذلك فالاتحاد عمره أقل من 3 سنوات.. ولذلك كان لفوز قطر بـ 3 ميداليات واحدة ذهبية و2 برونزية للأخوة التوم صداه القوي حتى في أجواء البطولة والمشاركين فيها من الدول العربية الأخرى والذين أبدوا إعجابهم الشديد بالتجربة القطرية والتي ولدت عملاقة منذ بدايتها.. وكانت التهاني من رئيس الاتحاد العربي إسماعيل حامد لرئيس الاتحاد خليفة الخليفي لفرض الملاكمة القطرية نفسها على أول مشاركة لها وهذا يعد شهادة امتياز بالنسبة لها ولو لم تحرز لم يلمها أحد فالاحتكاك كان مهماً في مثل هذه الحالات وليس تحقيق مكاسب في أولى المشاركات.
السير في الطريق الصحيح
وباستعراض تاريخ الملاكمة القطرية نجد أنه بدأ فعلياً بتأسيس الاتحاد في أوائل عام 2000 برئاسة خليفة الخليفي لكن التاريخ الفعلي بدأ من البطولة العربية الخامسة للشباب فتحقيق إنجازات لم يكن منتظراً من الملاكمين القطريين بل كانت الفائدة في المشاركة والتنظيم والاستفادة من تجارب الآخرين خاصة من الدول العربية العريقة في اللعبة مثل مصر وسوريا وتونس واللعب مع ملاكمين من الدول الثلاث ومعهم الجزائر يعود بالفائدة على لاعبينا الملاكمين حيث الاحتكاك والتعلم فالمشوار مازال طويلاً للوصول إلى مستوى هذه الدول.. لكن يحسب للملاكمة القطرية بأنها تفوقت على نظيرتها الخليجية والتي سبقتنا بعقود في هذه اللعبة كالسعودية والكويت.
فوائد عديدة
والفائدة كانت مشتركة بين الدول المشتركة فينتظر هؤلاء اللاعبون المشاركات في الأولمبياد القادمة في أثينا وإقامة مثل هذه البطولات مهم جداً.. كما يقول حسين حسن رئيس بعثة المنتخب المصري والذي رأى أن إقامة البطولات بصفة دائمة دون غياب سيخلق عندنا كعرب ملاكمين على أعلى مستوى ليصلوا لمستوى يجعلهم مسيطرين على الساحات القارية وهذا يتطلب جهداً كبيراً من المسؤولين في الاتحادات العربية لإقامة البطولات باستمرار وبصفة منتظمة ليصل لاعبونا للمستويات التي يرجوها الجميع.
مشاكل تعوق اللعبة قطرياً
وإن كان الانجاز تحقق في هذه البطولة فلا نغفل أن هناك مشاكل تعوق اللعبة قطرياً على الرغم من الجهد الواضح للاتحاد برئاسة الخليفي.. فالمعروف أن الملاكمين أشهرهم وأقواهم دائماً يولد من الأحياء الفقيرة في البلدان كافة وخير مثال كوبا وهي الرائدة في اللعبة عالمياً لكن تفوقها ليس لا شيء بل لوجود روح التحدي دائماً من جراء الحصار الأميركي.. وهذا يدفع الشعب الكوري لممارسة اللعبة بكثافة ليجد نفسه متفوقاً في جانب معين كما يقول علم النفس وهذا ما وضع كوبا في صدارة الدول في هذه اللعبة.. والطريف أن كوبا لا تترك بطولة دولية ودية إلا وتشارك فيها وتحصد جميع الألقاب.. كما لها ريادتها الأولمبية في رصد الميداليات.. ومن هنا تكمن المشكلة الكبرى التي تواجه الاتحاد القطري في خلق جيل من اللاعبين في الأوزان الـ 11 الرسمية التي تضمها لعبة الملاكمة.. ويقول رئيس الاتحاد إن هناك صعوبة من هذا الجانب ليس في قطر وحدها بل في المجتمع الخليجي كله بما فيها الدول الأخرى ومعروف أن هذه المجتمعات لها وضعها الاقتصادي والاجتماعي الجيد.. وهذا ينعكس بالسلب على لعبة عنيفة مثل الملاكمة.. ويتساءل الخليفي أين تجد لاعبين مستعدين لخوض التجربة في ظل هذه النزالات القوية والتي لا تخلو من خطورة بالطبع.. فالخليجيون ليس لديهم الاستعداد للمجازفة في هذه اللعبة.. ولهذا كان النقص الواضح في الأوزان أثناء البطولة فلم تشارك قطر سوى في 3 أوزان مختلفة للاخوة محمـد عبدالرحمن التوم وعبدالهادي وخالد مصطفى فالقاعدة لم تكتمل للآن في الأوزان المختلفة وهذا يتطلب جهداً كبيراً جداً من الاتحاد والذي سيدخل في تحد مع نفسه من الآن وحتى الآسياد 2006 لتكون عندها ملاكمون في كافة الأوزان.
التنظيم أبهر الأخوة العرب
أما عن التنظيم فلا وجه للمقارنة هنا.. فقطر ليست هذه المرة الأولى التي تثبت فيها بأنها تحمل وساماً دائماً من هذه الناحية بل لديها القدرة على تنظيم أكثرمن بطولة في وقت واحد.. والشهادة هنا أبهرت الاخوة العرب.. حيث أبدى الجميع رضاه الكامل عن هذه البطولة وتنظيمها الممتاز من كافة الجوانب حتى اللاعبين العرب أنفسهم كانوا دائماً في محل تساؤل من الدقة والنظام.. والطريف أن التنظيم أصبح عادياً بالنسبة لأي اتحاد قطري وليس الملاكمة وحدها فالنجاح دائماً منتظر قبل بداية أية بطولة.. وأصبحت ردود الفعل عربياً وأصداؤها تتوالى دائماً فعندما تقام أية بطولة في قطر يكون الانطباع للمشاركين العرب أو الأجانب بأن النجاح منتظر بالتأكيد.