منتديات الشاعرالشريف خالد مصطفى الفزازى
منتديات الشاعرالشريف خالد مصطفى الفزازى
منتديات الشاعرالشريف خالد مصطفى الفزازى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشريف خـالـد مصطـفـى الـفـزازى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليلى علاء متولى
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
ليلى علاء متولى


انثى عدد الرسائل : 95
العمر : 33
الموقع : السعودية / جدة
المزاج : ممــتاز ..
تاريخ التسجيل : 21/12/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 15, 2008 8:15 pm

عثمان بن عفان
أحد العشرة المبشرين بالجنة
" ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة "

حديث شريف


عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة
وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على
يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ
صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام


إسلامه
كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ )000( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ )000
وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان000

قال عثمان :( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )000


الصّلابة
لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال :( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان :( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000


ذي النورين
لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال :( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )000


سهم بَدْر
أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )000


الحديبية
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال :( هذه يدُ عثمان )000فقال الناس :( هنيئاً لعثمان )000


جهاده بماله
قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال :( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ )000فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال :( ما هذا ؟)000
قالوا : أُهدي إليك من عثمان 0 فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده :( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال :( من بعث بهذا ؟)000قلت : عثمان 0 فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان


جيش العُسْرة
وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه000فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول :( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )000مرتين


الحياء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( أشد أمتي حياءً عثمان )000

قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال :( اجمعي عليك ثيابك )000فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت :( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)000
فقال :( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )000وفي رواية أخرى :( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )000


فضله
دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال :( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )000وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )000وقال :( اللهم ارْضَ عن عثمان )000وقال :( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )000

اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

قال عثمان -رضي الله عنه- :( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )000

اللهم اشهد
عن الأحنف بن قيس قال : انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص 0 فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال :( أها هنا علي ؟)000قالوا : نعم 0 قال :( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟)000فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت :( إني قد ابتعته )000 فقال :( اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟000قالوا : نعم

قال :( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت :( إني قد ابتعتها )000فقال :( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟000قالوا : نعم

قال :( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال :( من يجهز هؤلاء غفر الله له )000فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟000قالوا : نعم

قال :( اللهم اشهد اللهم اشهد )000ثم انصرف


الخلافة
كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال :( أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)000


الخير
انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية000


الفتوح الإسلامية
وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـو وفارس الآخـرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن000


الفتنة
ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !000

ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له :( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )000


الحصار
فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!000وكان يقول :( إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )000( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )000

وعن أبي سهلة مولى عثمان : قلت لعثمان يوماً :( قاتل يا أمير المؤمنين )000قال :( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً فأنا صابر عليه )000

واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال :( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم )000فلما أبَوْا قال :( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً )000فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم000


مَقْتَله
وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال :( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )000فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة

ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال :( إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )000فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه

كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة000
ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم000


يوم الجمل
في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- :( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت :( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد

فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت :( اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )000ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا :( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت :( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com/
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: سيرة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:20 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
اكتب لكم اليوم عن رجل فريد مليء بالهيبة والوقار , رجل عظيم لا يستطيع أحد أن يوصف عظمته , رجل به صفات السخاء والعطاء والصفاء وفي نفس الوقت عنده العبادة والإيمان العميق وصل إلى أعلى مراتب الرفعة , جعلته رمزاً للتضحية والسخاء والوفاء والعدل , رجل خاص ليس له مثيل
كما أن أبو بكر وعمر وعلى رضوان الله عليهم أجمعين ليس لهم مثيل, كذلك عثمان لا يقل عنهم شأناً , هو في هذه الطبقة العالية , الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .
رجل فيه من الأخلاق ومن التعامل مع الناس مما جعل كل الناس يحبونه , حتى أعداء الإسلام يحبون عثمان رضي الله عنه , كل هذا جعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يختارونه ولياً لأمورهم حاكماً عليهم , اختاروه عن طواعية وعن حب وعن رضا وقناعه بأنه هو فعلاً الشخص المناسب لهذه المرحلة , وقد قام بواجبه خير قيام , واستمر في الفتوحات وأقام العدل بين الناس , واستمر على مسيرة الخلفاء الراشدين من قبله أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين , وعاش الناس في عهده في رحمة ولين و انفتحت الدنيا عليهم وعاش الناس في نعمة ورخاء , ولكن للأسف دائماً بعض الناس أصحاب القلوب المريضة الضعيفة يخلطون عندما نكون طيبين لطيفين رحيمين بحكم ديننا وبحكم أخلاقنا بعض الناس يفسر هذا بأنه ضعفاً , وهو ليس كذلك , فتسعى لتستفيد من هذا اللين وأحياناً يصل هذا الأمر إلى اللؤم والحقد , وحصل هذا مع عثمان رضي الله عنه .
أيام عمر كان الناس يخافونه ويهابونه لشدته رضي الله عنه , وكان لا يستطيع أحد أن يرفع عينيه في وجهه رضي الله عنه , وطبعاً في فترة أبو بكر كان عمر موجوداَ وكان شديداً على الذين يتجرءون على أبو بكر ثم أن أبو بكر لم تستمر فترته طويلاً فقد حكم سنتين ونصف تقريباً
ثم جاء عمر بن الخطاب وحكم عشرة سنوات وكان شديداً فيها , وذوي النفوس المريضة هؤلاء امتلأت قلوبهم خوفاً ورعباً لذلك لم نسمع لهم صوت ولم يكن لهم أي وجود طيلة فترة خلافته رضي الله عنه , ولكن بعد ما مضي عمر شهيداً رضي الله عنه وظهرت للناس شخصية عثمان رضي الله عنه هذه الشخصية الفريدة في حلمها وفي لينها وعطفها , فبعضهم تطاول عليه وبرزت برازن الحقد والنفاق التي وجدت فرصة مواتية لبث السموم وتفريق الأمة وتقسيمها و الثورة على قائدها عثمان رضي الله عنه في الفترة الأخيرة من خلافته .
كثيراً من الناس لا يرى في خلافة عثمان وسيرته إلا هذه الفترة الأخيرة التي جرت فيها هذه الفتنة , ففترة عثمان رضي الله عنه كلها عز ورخاء ومجد وفتوحات وعظمة وإدارة هل ننساها لعثمان ؟
هل نسينا عظمة عثمان لا نرى فيها إلا هذه الفترة التي هو قرر أن يتعامل معها بأريحيه وصبر وحلم في الحقيقة يعجز عنها أي إنسان آخر , وسنذكر الفتنة ولماذا تعامل معها بهذه الصورة ,
عثمان رضي الله عنه مات وعمره ثلاثة وثمانون سنة , سبعون سنة تقريباً كانت قبل خلافته , سبعون سنة كانت من العظمة قبل الإسلام وأثناء الإسلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهم بمنتهى العظمة كان عثمان فيها , الناس تنسى هذا وتنسى العشرة سنوات الأخرى من حياته أيام خلافته ثمانون سنة ينسوها ويركزوا على السنتين أو الثلاثة سنوات الأخيرة , ويقولون كان ضعيفاً ويطعنون فيه , كلا والله , فقد كان عثمان عظيماً في كل مراحل حياته نموذجاً فريداً فذاً .
لذلك رأيت أنه لابد من سرد سيرته كاملة في حلقات تحت عناوين فرعية تفصل كل مرحلة من مراحل حياته سردها الدكتور طارق بن محمد السويدان في إلبونه الرائع سلسلة الخلفاء الراشدين (سيرة سيدنا عثمان رضي الله عنه ) ومقصدي أن تعم الفائدة للجميع و علني استطيع أن أبرز بعض جوانب عظمته التي غابت عن كثير من الناس الذين ركزوا في الفترة الأخيرة من حياته ولعلني استطيع أن أصحح بعض الشبهات التي أثيرت حوله واسأله الله التوفيق .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:23 am

ولنبدأ باسمه وكنيته ونسبه وأسرته فمن هو عثمان ؟
هو عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن حذيفة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معن بن عدنان
أبوه من بني عبد شمس يقال عنهم أنهم كانوا أهل الشرف والمال والجود والكرم والتجارة يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عبد مناف وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى في عهد عمر رضي الله عنه وتوفى عمر وهو راض عنه
أما أمه هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف , أمه وأبيه كلاهما من بني عبد شمس .
ولد رضي الله عنه بالطائف في السنة السادسة بعد عام الفيل وهو أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بستة سنين , وهو يقرب مع النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية أخرى فجدته هي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم , أبو العاصي جده تزوج البيضاء (أم الحكم ) بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم أخت أبيه , أبو العاصي رزق منها بالحكم ورزق منها بعفان والد عثمان رضي الله عنه وأم الحكم هي عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان يكنى في الجاهلية بأبي عمر ورزق في الإسلام من رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله وكني بأبي عبد الله ولكنه مات وعمره ست سنوات سنة 4هحريه فرجع الناس إلى كنيته الأولى وأشتهر بأبي عمر
ولقب بذي النورين لأنه تزوج بابنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج رقية وبعد وفاتها تزوج أم كلثوم
والده عفان كان تاجراً ورث التجارة من أبيه أبو العاصي ,ففي إحدى رحلاته في الصيف كان عفان بن أبي العاص في رحلة إلى الشام قبل الإسلام فمات هناك وخلف وراءه زوجته أروى بنت كريز وولديها عثمان وشقيقته آمنه وترك لهما مال عظيم , ونشأ عثمان تاجراً و غنياً , أمه لما توفى زوجها تزوجت عقبة بن أبي معيط فأنجبت منه ثلاثة أولاد وثلاثة بنات ولما قتل عقبة في بدر بقيت أروى في مكة ولكنها بقيت على الشرك هي وأولادها إخوة عثمان لم يسلموا وظلت على شركها إلى يوم الفتح وأسلمت مع هند بنت عتبة زوجة أبى سفيان في نفس اليوم ثم بعد ذلك هاجرت إلى المدينة وظلت في المدينة وعاشت زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر وعمر وماتت في أيام خلافة ابنها ودفنت في البقيع .
أما أخته آمنه فتزوجت من الحكم بن كيسان , الحكم أسلم في المدينة وحسن إسلامه لما أسر في سرية من السرايا بقيادة عبد الله بن جحش فأسره المسلمون فأقام في المدينة ورأى جمال الإسلام وصلاة المسلمين فأسلم وظل مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد معه إلى أن قتل في يوم بئر معونة غدراً في السنة الرابعة من الهجرة , أما آمنة فلم تسلم وظلت في مكة على الشرك مع أمها وأسلمت يوم الفتح وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم مع أمها
أما أخوانه الوليد وعماره وخالد هؤلاء أبناء عقبة ظلوا على الكفر إلى درجة أن أختهم أم كلثوم أسلمت وهاجرت وحدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية فتبعها أخواها الوليد وعمارة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم تسليم أختهم تطبيقاً للصلح فهنا قالت يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء من الضعفاء ما قد علمت فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي فأحتار الرسول صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي من اجل هذه المرأة الصالحة أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط فنزل فيها قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن
)(الآية – الممتحنة -9) , فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لأخواها أن لا أعيدها لكم وقال هذه الاتفاقية تطبق على الرجال ولا تنطبق على النساء , فأبقاها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ولم يردها إلى الكفار هذه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخت إخوة عثمان رضي الله عنه
الوليد بن عقبة أسلم أيضاً يوم الفتح والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى منه حسن الإسلام صدقه بل زاد على ذلك وعينه مسئولاً من جمع الزكاة من بني المصطلق وظل على مثل هذه المهام حتى وصل إلى زمن عمر رضي الله عنه فأرسله إلى جمع الزكاة من بني تغلب . وقد كان شاعراً وكريماً , وفي زمن عثمان ولاه عثمان رضي الله عنه على الكوفة وجاهد في بلاد الشام , لما حدثت الفتنة مع عثمان وقتل عثمان رضي الله عنه , اعتزل وليد الفتنة التي جرت بين الصحابة بعد مقتل أخيه وأقام في جزيرة تقع بين دجله والفرات وعاش فيها إلى أن توفى سنة 61هجرية .
أما قصة زواجه :
رقية وأم كلثوم كانتا زوجات عتبة وعتيبة ابني أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم فلما أظهر النبي صلى الله عليه وسلم رسالته ونبوته , أمر أبي لهب أبناءه بأن يطلقوا ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم عقاباً له , فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يلتفت لهذا فتقدم عثمان وتزوج رقية وعاش معها كل فترة البعثة المكية وظل معها إلى أن توفت في أواخر السنة الثانية من الهجرة وبعد وفاتها بأشهر قليلة تزوج أم كلثوم
يروي سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد وفاة رقية مهموماً فقال له مالي أراك مهموماً فقال يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علي ماتت ابنة رسول الله التي كانت عندي وأنقطع ظهري ( يعني انقطع النسب الذي كان بيني وبينك ) وبينما هم كذلك إذ نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لما أفاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها وزوجه إياها
وأخرج عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم
قال لها أن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد
أم كلثوم توفت سنة 9 هجريه ماتت وعمرها 32 سنة وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ونزل في قبرها علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد وأبو طلحة الأنصاري
النبي صلى الله عليه وسلم لما ماتت أم كلثوم, قال للناس أبحثوا له عن زوجة ثم قال قولة عظيمة في حق عثمان قال : (لو كانت عندنا ثالثة لزوجته وما زوجته إلا بوحي من السماء )
تزوج عثمان عدة زوجات ومن أشهر زوجاته نائلة بنت الفرائسة , نائلة هذه كانت نصرانية فلما تزوجها عثمان عرض عليها الإسلام فأسلمت وحسن إسلامها إلى درجة إنها صارت من العالمات وتعلمت العلم على يد عائشة رضي الله عنها وروت عنها , وهي التي دافعت عن عثمان يوم مقتله وهي التي صدت السيف عنه بيدها وقطعت أصابعها
عثمان رضي الله عنه كان أباً لتسعه من الذكور وسبعة من الإناث ومن أشهر أبنائه عبد الله بن عثمان , أمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وله ولد آخر اسمه أيضاً عبد الله لذلك كانوا يسمونه عبد الله الأصغر وأمه فاخته بنت غزوان , تزوجها عثمان بعد وفاة أم كلثوم رضي الله عنها , وله ثلاثة أولاد عمرو وخالد وعمر هؤلاء أولاد أم عمر بنت جندب وأشهرهم عمرو , وعمرو هذا روى عن عثمان وعن أسامة بن زيد وروى عن الحسن بن علي وعن سعيد بن المسيب وتزوج من رمله بنت معاوية بن أبي سفيان وتوفى سنة 80هجريه , ومن أشهر أولاد عثمان إبنه أبان بن عثمان , وامه ايضاً ام عمر بنت جندب , وكان أبان إماماً في الفقه ويكنى بأبي سعد تولى أبان إمارة المدينة سبعه سنين في أيام خلافة عبد الملك بن مروان وتوفى سنة 105 هجرية , ومن أولاده سعيد بن عثمان وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس , سعيد هذا صار من القادة العسكريين , تولى أمر خراسان أيام معاوية بن أبي سفيان , و غزا سمرقند وكان من جنوده المهلب بن أبي صفره القائد الشهير
كذلك من أولاده الوليد وهو شقيق سعيد , و عبد الملك وأمه أم البنين بنت عيينة بن حصن ولكنه مات صغيراً
أما بناته , فمن بناته عائشة وأمها رمله بنت شيبة بن ربيعة , ومريم بنت عثمان وأمها أم عمر بنت جندب , ومريم الصغرى وأمها نائلة بنت الفرائسة , وأم سعيد وأمها فاطمة بنت الوليد المخزومية

هذه هي أسرة عثمان رضي الله عنه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: وصفه وشخصيته قبل الإسلام   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:25 am

ولنبدأ بوصفه :

الكل اتفق وأجمع على أنه كان من أجمل الناس يقول بن عساكر يروي عن عبد الله بن حزم المازني يقول : رأيت عثمان بن عفان فما رأيت قط ذكراً ولا أنثى أحسن وجهاً منه , ووصف بن كثير عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال : كان رضي الله عنه حسن الشكل مليح الوجه
يقولون كان ربعة من الرجال ليس من الطويل ولا القصير , حسن الوجه , رقيق البشرة أي ناعم البشرة , وكان كثير شعر الرأس وغزير اللحية حتى كان أعدائه يسمونه النعثل , والنعثل هو الضبع ويمتاز بغزارة الشعر . فأعدائه لما صارت الفتنة فيما بعد كانوا يقولون أقتلوا نعثلاً , لأنه كان كثير الشعر , ومع ذلك كانوا يقولون أنه من أجمل الناس , وكان شعر رأسه يصل إلى أذنيه , وكان ضخم الساقين أروح الرجلين ( يعني يوجد انفراج في رجليه ) طويل الذراعين , شعره قد كسا زراعيه أيضاً , وكان أنفه أقنى بيّن القنا , الأنف الأقنى هو الأنف الطويل الذي في آخره دقه وفي وسطه ارتفاع أو حدب , وكان أبيض اللون ولما كبر وصارت لحيته بيضاء كان يصبغها حتى تصبح صفراء وكان يشد أسنانه بالذهب , هكذا كان عثمان رضي الله عنه في شكله .
أما عن شخصيته رضي الله عنه , فلا بد لنا أن نفهم شخصية عثمان قبل الإسلام لكي نفهم شخصيته بعد الإسلام , وسنعلم بعد ذلك كيف ساد المسلمين بسبب هذه الشخصية الفذة .
عثمان بن عفان من بني عبد شمس من سادات قريش وقريش سادة العرب
العرب قبل الإسلام كانت فيها مواصفات أهلتها لحمل هذه الرسالة من أهم هذه المواصفات قضية الشرف ومن آثار هذه القضية أن المرأة الحرة لا تزني لذلك نجد هند بنت عتبة لما أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم في صيغة البيعة ( ولا تزنين ) قالت أوتزني الحرة , وكذلك أبو سفيان لما سأله هرقل ملك النصارى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كذب لماذا ؟ لأنهم يعتبرون الكذب ضعف وأهل الشرف والجود لا يكذبون , فمسألة الشرف هذه كانت عندهم غالية ومستعد الواحد منهم أن يزهق روحه من أجل هذه القضيه كما هو معلوم لدينا في قصة وضع الحجر الأسود , وكيف كانوا على وشك الإقتتال لولا حكمة النبي صلى الله عليه وسلم
فمسألة الشرف هذه كانت لها أسباب ومصادر فمن مصادرها النسب والمال والدين , فقريش حازت على كل هذا , ولذلك نجد أن العرب كانت تحترمهم وتقدرهم , ولذلك نجد أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما أثيرت قضية الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تخضع العرب إلا لهذا الحي من قريش لأنهم هم الوحيدون الذين يجتمع فيهم هذا الشرف .
وفي مسألة الشرف هذه داخل قريش نجد أن بعض منهم حاز على الدين والنسب فقط مثل بني عبد المطلب , ما كانوا عندهم المال لأنهم كانوا يقومون بكل تكاليف الحجيج مثل السقاية والرفادة وكسوة الكعبة لذلك فقد كانوا فقراء نسبياً , أما بنو أمية فقد كان عندهم النسب والمال , والفرع الثالث هم بنو مخزوم وكان عندهم المال والنسب ولكن أموالهم كانت أقل من بنو أمية فعوضوها بخاصية ثالثه وهي أن القادة العسكريين والفرسان كانوا منهم أمثال خالد بن الوليد رضي الله عنه , فقد كانوا يتنافسون في ذلك , لكنهم كلهم من قريش , عثمان كان من هؤلاء الذين تميزوا بالمال والنسب من بني أمية , عثمان لم يكن له دور كبير فيما يتعلق بالفقه والفروسية ولكنه كان معروفاً بأنه من أنسب قريش وأكثرهم مالاً , وكان محبوباً بين الناس لكرمه وجوده ولينه في تعامله مع الناس وأدبه وحيائه هذا كله قبل الإسلام فقد كان منقطع النظير لذلك أحبه الناس حباً شديداً , يقول الشعبي كان عثمان محبوباً في قريش وكانت المرأة من العرب عندما تداعب طفلها تترنم وتقول
احبك والرحمن حب قريش عثمان
هذا الشعر في الجاهلية قبل الإسلام
فقد كان عثمان في منتهى الأدب ومنتهى التواضع ومنتهى الحياء , وكان يألف ويؤلف لأنه كان قريباً من الناس , وقد كان له مجلساً مع أبو بكر الصديق وهو من أصدقائه وعبد الرحمن بن عوف
والزبير بن العوام وهو أصغر من أبو بكر الصديق بسته سنوات تقريباً
وكان من أحكم قريشاً عقلاً ومن أفطنهم رأياً وكانوا يقصدونه في مشاكلهم وحوائجهم , ومن صفاته إنه كان عفيفاً ما زنى أبداً ولم يأكل ميتة مع إنه كان يعبد الأصنام مع مجتمعه الذي نشأ فيه وما أساء جواراً قط وكان عفيف اللسان ,هكذا كان عثمان رضي الله عنه قبل الإسلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: إسلامه وإيذائه وزواجه رضي الله عنه   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:27 am

ولما جاء الإسلام كان عثمان رضي الله عنه من أوائل الذين أسلموا ولم يسبقه من الرجال إلا أبو بكر وعلي وزيد وهو رابع من أسلم من الرجال وأسلم على يد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان عمره 34 سنة عندما أسلم , فشخصيته كانت مؤهلة للإسلام .
ويروي في قصة إسلامه أن أبو بكر رضي الله عنه لما عرض عليه الإسلام قال له : يا عثمان والله إنك لرجل حازم لا يخفى عليك الحق من الباطل , وهذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع فقال : بلى والله إنها لكذلك , فبدأ يشرح له الإسلام فبينما هو يشرح له الإسلام وعثمان منشرح الصدر يقول عثمان , فو الله ما كان أسرع من أن مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوباً فلما رآه أبو بكر قام إليه فساره في أُذنه ( همس له بكلام لم يسمعه ) فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد ثم أقبل عليّ وقال يا عثمان أجد الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى جميع خلقه , قال عثمان فو الله ما تمالكت نفسي حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
, هذه قصة إسلامه رضي الله عنه وأرضاه
بدأت الدعوة الإسلامية في الإنتشار وبدأ معها الأذى , فعذب العبيد والضعفاء أمثال بلال وخباب وعبد الله بن مسعود وسمية وزوجها , وقريش من السهل أن تؤذيهم لأنهم ضعفاء , ولكن كان هنالك أشراف لا يستطيع أحد أن يؤذيهم أمثال أبو بكر والزبير وسعد بن أبي وقاص والرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم من سادات قريش وشرفائهم وكان من بينهم عثمان , لذلك لا يستطيع أحد أن يتجرأ عليهم إلا من فخذهم ( قومهم) وأقاربهم وعثمان كان كذلك لم يؤذى في جسده ولكنه كان يؤذى أحياناً بالكلام ويؤذى في كرامته وفي تجارته , الوحيد الذي حاول أن يمسه وعنده الجرأة في ذلك عمه الحكم بن أبي العاصي بن أُمية لأنه يعتبر بمنزلة والده, قريش بدأت تحرك عمه لإيذائه وبالفعل جمع الحكم مجموعة من العبيد من بني أُمية الذين معه فذهبوا إلى عثمان وربطوه بالسلاسل وهو يصرخ في وجهه أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث (جديد) والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين , فقال عثمان : والله لا أدعه ولا أفارقه, فكان رده رد شديد وحازم وبقوة وبعنف ما عهده الحكم من عثمان , ولما رأى الحكم صلابة بن أخيه لم يتمادى في تعذيبه خاصة أن عثمان كان محبوباً من بني عمه وأهله وبني أُمية بل كان محبوباً عند كل أهل مكة , فخشي الحكم من أن لا أحد يقف معه و يؤيده إلا من هؤلاء القلائل الذين أيّدوه ففوراً تركه , هذا هو الموقف الوحيد الذي أُوذي فيه عثمان في جسده .
أما الشخصية الأُخرى التي يمكن أن تؤثر عليه هي أُمه أروى بنت كريز , فحاولت أروى أن تثني ولدها عن عزمه وتقنعه عن العدول عن هذا الدين الجديد الذي آمن به ولكن مع كل محاولاتها عثمان لم يلتفت إليها وقال لها : أتريديني أن أعبد هذه الحجارة التي لا تضر ولا تنفع , فتركته وشأنه
باختصار عثمان لم يؤذى الأذى الحقيقي إلاّ الأذى المعنوي المحدود .
في هذه الأثناء فبينما الصراع يجري , عثمان حتى هذا الوقت كان أعذباً لم يتزوج بالرغم من كبر سنه وبالرغم من غنائه لحكمة أرادها الله تعالى ولخير أراده له , إلى أن طلق عتبة وعتيبة أبناء أبي لهب إبنتي الرسول صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم كما أسلفنا من قبل , فلما انتشر الخبر سارع عثمان رضي الله عنه فخطب رقية فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتأخر في قبوله وزوجه ابنته رقية رضي الله عنها وكان زواجه في منتهى البساطة برغم غنائه فضرب به المثل بحسن الزواج , والعرب كما تعلمون إذا أعجبهم شيء يقولون فيه شعراً فمن أبيات شعرهم التي
قالوها
أحسن زواج رآه إنسان زواج رقية من عثمان
هذه من أشعارهم البسيطة التي كانوا يتغنون بها في الجاهلية وحتى بداية الإسلام .
فبهذه المصاهرة ازدادت علاقة عثمان رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم , كان صاحباً وصديقاً فقط وبزواجه صار صهراً ومقرباً ومن أهل بيته رضي الله عنه فهذا كان من آثار هذا الزواج المبارك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: هجرته رضي الله عنه   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:29 am

اشتد الأذى على باقي المسلمين وازداد الطغيان واتسع الظلم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه أصبروا , فجاء عثمان مع زوجته رقية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله لقد ضقنا باضطهاد قومنا وإيذائهم لنا بما يصبون في آذاننا من قدع السباب وفحش القول , فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ ينظر إلى ابنته وإلى زوجها في إشفاق وصمت , ثم جاء عامر بن ربيعة وزوجته ليلى بنت أبي حثمة وأيضاً بدأت الشكوى من الاضطهاد ثم جاء سلمى المخزومي وزوجته أم سلمه رضي الله عنها وفي أعينهم الدمع مما لقيا من العذاب من بني مخزوم فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك قال للمسلمين تفرقوا في الأرض فإن الله سوف يجمعكم فأختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى الحبشة
لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم الحبشة ؟
مجموعة أمور جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يختار الحبشة الأمر الظاهر أن هنالك أذي في المسلمين والحبشة فيها ملك عادل لا يظلم عنده أحد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن النجاشي رضي الله عنه وأرضاه , أما النظرة الإستراتيجية , فكانت فارس تسيطر على العراق وإيران إذاً الشمال الشرقي والشرق في حكم فارس , والجنوب ( اليمن ) كان تحت سيطرة فارس أيضاً , والشمال كان تحت سيطرة الروم ثم هزم الروم على يد الفرس وسيطر الفرس على الشمال حتى القدس , الآن أُحيطت الجزيرة العربية من كل الاتجاهات ما عدا من جهة الغرب , لو استمرت الأمور إستراتيجياً تستطيع هذه الدولة الفارسية ( وهي أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت ) أن تسحق هذه الدعوة الجديدة بسهوله ويسر فالنبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يحرك المسامين نحو الغرب أو الحبشة لسببين أولاً الخروج من الاضطهاد والسبب الإستراتيجي هو الخروج من هذه الكماشة التي أحاطت بجزيرة العرب والدليل على هذا أننا نجد أن هنالك بعض الناس قد هاجروا ولم يكونوا مستضعفين , فعثمان رضي الله عنه لم يكن مستضعفاً وجعفر بن أبي طالب هاجر فمن الذي آذاه ؟ فجعفر هو بن أبي طالب الذي كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم فكيف لا يحمي ابنه , فما كان احد يتجرأ على جعفر ومع ذلك هاجر , وكذلك من الأدلة التي تؤيد أن هذه الهجرة كانت إستراتيجية ولم تكن بسبب الاضطهاد , النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة كان عليه أن يستدعيهم على الأقل لزيادة شوكة المسلمين وزيادة عددهم عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشن بعض هجماته على قوافل قريش وحتى موقعة بدر فلماذا لم يستدعيهم ؟ فمتى رجع المهاجرين هل رجعوا بعد الهجرة إلى المدينة مباشرةً ؟ أبداً وإنما رجعوا بعد صلح الحديبية والدليل على ذلك أنهم وصلوا مع فتح خيبر جاءوا وشاركوا في غنائم خيبر كما في القصة المشهورة , والسؤال هو لماذا جلسوا في الحبشة ما يقارب السبعة سنين ؟ الجواب هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد وضعهم كقوات احتياطيه لو حدث أي شيء للمسلمين في جزيرة العرب فتكون هناك قوات احتياطية في الحبشة يعتمد عليها
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل الهجرة إلى الحبشة ؟
الجواب لأن هنالك مشاكل جرت مع النجاشي , فقومه رفضوا المسلمين , هو أسلم سراً واضطر إلى كتم إسلامه لأن قومه ثاروا عليه ونجدهم أنهم قد قبلوا بإقامة المسلمين ولكن بشرط أن لا يدعون إلى دينهم , فالنبي صلى الله عليه وسلم واجه مشكلتين , فجزيرة العرب في خطر إستراتيجي , والمسلمين في الحبشة إستراتيجياً لا يستطيعون أن يتوسعوا لأنهم ممنوعين من الدعوة , فأبقى النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين على ذلك الحال لعل أن شيئاً يتغير , فلما رأى أن أمر الحبشة لم يتغير والنجاشي قد مات والمسلمين ظلوا هنالك , صحيح هم آمنين ولكن ممنوعين من الدعوة ما يستطيعون أن يتوسعوا , في نفس الوقت الوضع في جزيرة العرب يدأ يتحسن من ناحيتين , الناحية الأولى أن المسلمين تحسنت أوضاعهم فصار عندهم صلح وهدنة واستقرت الأمور , والأمر الثاني الخطير الذي جرى إستراتيجياً أن في الشمال انتصر الروم على الفرس فما عادت الكماشة الفارسية تحيط بجزيرة العرب ولذلك أمر المهاجرين بالحبشة بالعودة , هذه بعض الإستطرادات في هذا السرد
فعثمان رضي الله عنه هاجر الهجرة الأولى للحبشة لأن الأمر كان يستدعي ذلك ( إستراتيجياً ودعوياً ) ولإنشاء قاعدة للدعوة هناك
فلما جاء عثمان بن مظعون رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله أين نذهب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد وهي أرض سدر حتى يجعل الله لكم مخرجا مما أنتم فيه فهنا بدأت الهجرة خرج المسلمون وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة , وأول من هاجر كان عثمان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( صحبهم الله إن كان عثمان لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد لوط عليه السلام ) وهذا الحديث في صحيح مسلم
وكان عدد الذين هاجروا عشرة من الرجال وأربعة من النساء وكان أميرهم عثمان بن مظعون رضي الله عنه وصلوا إلى البحر الأحمر واستأجروا سفينة أخذتهم إلى الحبشة , فوصلت الأخبار إلى المشركين أن هؤلاء سيفلتوا منكم فأرسلوا من يتبعهم حتى يعودوا بهم ولكنهم ما استطاعوا أن يدركوهم ثم تتابعت الهجرة بعد ذلك حتى وصل عدد المهاجرين إلى ثلاثة وثمانون نفراً من رجال ونساء هذه كانت بداية الهجرة إلى الحبشة
نحن نسمع الهجرة الأولى والهجرة الثانية إلى الحبشة فما القصة في ذلك ؟
نزلت سورة النجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى ) إلى آخر الآيات سوره بليغة جداً من الناحية اللغوية , فالرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الكعبة وبدأ يرفع صوته بتلاوة السورة فتجمعت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم ما زال يتلو إلى أن وصل إلى آية السجدة فسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وسجدت قريش تأثراً بهذه السورة , سجدت أمام هذا البيان العظيم , سجدت سجود انبهار لا سجود إيمان , وأنتشر الخبر بأن قريش سجدت ومع الإشاعات وصل الخبر بان قريش أسلمت وتوالى هذا الخبر حتى وصل إلى المسلمين في الحبشة ففرحوا أشد الفرح فرجع المسلمين الذين كانوا في الحبشة و اكتشفوا أن الأمر كان مجرد إشاعة فمنهم من رجع إلى الحبشة للمرة الثانية ومنهم من بقى في مكة , الذين رجعوا إلى الحبشة يكونون قد هاجروا الهجرة الثانية والذين بقوا في مكة يكونون قد هاجروا هجرة واحده , من الذين بقوا في مكة كان عثمان بن عفان رضي الله عنه , وظل عثمان رضي الله عنه في مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم يشهد هذه المشاهد التي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ( الإسراء والمعراج وبقية الأحداث التي كانت في مكة ) ثم جاءت الأوامر بالهجرة إلى المدينة , هنا كانت الهجرة الثانية لعثمان رضي الله عنه , ترك أمواله في مكة ولم يأسف عليها واتجه إلى ما هو أكبر من المال والنفس , اتجه إلى الله سبحانه وتعالى وهاجرت معه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعند وصوله إلى المدينة نزل ضيفاً على اوس بن ثابت شقيق حسان بن ثابت الشاعر المعروف , وبدأ فوراً بالتجارة وبدأ يربح حتى صار من أغنى الناس مرة أخرى .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: عبادته ومناقبه رضي الله عنه   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:31 am

تحدثت إليكم فيما سبق عن شخصية عثمان رضي الله عنه قبل الإسلام وتعرّفنا على بعض من صفاته وأخلاقه, فلما أسلم عثمان رضي الله عنه أضيفت إليها معاني كثيرة ووجهت هذه الصفات الأساسية , فالإسلام لا يلغي شخصية المسلم ولا يغيرها وإنما يوجهها , فمثلاً لا يمكن لشخص كان شديداً قبل الإسلام أن يتحول إلى شخص رقيق ولين بعد إسلامه وتنتفي هذه الشدة هذا لا يمكن أن يحدث , ستبقى الشدة ولكنها ستوجه أو العكس , كما في شخصية عمر رضي الله عنه على سبيل المثال , فلذلك من الخطأ أن نبني نموذج واحد للشخصية المسلمة ونقول للشباب مطلوب منكم تكونوا بهذا النموذج هذا ليس صحيحاً , فالإسلام عنده نماذج متنوعة , كل واحد منا يختار الشخصية التي تناسبه وتشابه شخصيته للإقتداء بها
هذه الصفات الأساسية التي تشكلت في شخصية عثمان وجهها الإسلام , وعثمان بإرادته القوية وعزمه حول هذه الصفات الجميلة إلى ما يخدم دين الله سبحانه وتعالى
كثير من الناس يقولون أن عثمان كان ضعيفاً ونحن نعلم أن عمر بن الخطاب كان حازماً ودقيقاً ولا يجامل أحد في اختيار عماله وولاته لا يختار الضعفاء فكيف اختار عثمان من ضمن الستة الذين رشحهم في تولي الخلافة من بعده هذا لا يستقيم عند ذوي العقول , وهذا اكبر دليل على أن عثمان لم يكن ضعيفاً
فعثمان رضي الله عنه مع لينه ورقته وعلمه وجوده وكرمه يقول المؤرخون فقد كان من العُبّاد , رجل ثري وغني جداً وجه هذا الغنى للعبادة , نحن نجد أن كثيراً من الناس ينشغلوا بطلب الرزق وبأعمالهم ويتركوا كثيراً من العبادة بسبب كثرة مشغولياتهم كما يقولون , ولكن عثمان لم تشغله تجارته الواسعة من العبادة فكان قواماً يتجافى جنبه عن المضاجع , يروي عطاء بن أبي رباح أن عثمان صلى بالناس صلاة العشاء ثم قام خلف مقام إبراهيم فجمع كتاب الله في ركعة ( يعني صلى ركعة واحده إلى الفجر وهو يقرأ من القرآن ما تيسر له أن يقرأ ) فكان وتره ركعة فسميت بالبتيراء , ونائلة زوجته لما أرادوا أن يقتلوه قالت قولة عظيمة في عثمان قالت: ( إن يقتلوه أو يتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة ) هذه عادة عند عثمان كان يقوم ليله بتلاوة القرآن وحبب له ذلك , فكانت طبيعته لما يصلي ما يكثر من الركوع والسجود وإنما يكثر من قراءة القرآن
ويقول علي بن أبي طالب كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا وأحسنوا والله يحب المحسنين هذه الآية التي في سورة المائدة يقول علي هذه لعثمان
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال في قوله تعالى ( أمن هو قانتاً آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) هذه الآيات التي في سورة الزمر هي لعثمان أي تنطبق على عثمان رضي الله عنه
ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ) هذه الآيات التي في سورة النحل قال بن عباس هي لعثمان رضي الله عنه وأرضاه
ويقول عبد الرحمن بن عثمان التيمي قلت في نفسي لأغلبنّ اليوم على المقام ( مقام إبراهيم كانوا يتنافسون بالصلاة فيه ) فلما صليت العتمة (صلاة العشاء ) تخلصت إلى المقام ( وصلت المقام ) حتى قمت بينه فبينما أنا قائم إذ وضع رجل يديه بين كتفي قبل أن أبدأ بالصلاة فإذا هو عثمان بن عفان , يقول فاستحييت وتنحيت له لكي يصلي فبدأ بأم القرآن ( الفاتحة ) فقرأ حتى ختم القرآن ( عندهم إذا ختم أحد السبعة سور الأولى يكون قد ختم القرآن ) فركع وسجد ثم أخذ نعليه ( يعني صلى ركعة واحده ) فلا أدري أصلى قبل ذلك شيء أم لا .
فعثمان رضي الله عنه كان متعلقاً بالقرآن حتى لو صلى فإنه يكثر من قراءة القرآن لا يعنيه كثرة السجود والركوع وعدد الركعات كما يفعل بعضنا ولكنه كان همه أن يعيش مع القرآن ويتأثر به , وأضف إلى هذا كله صفه يجمع كل من احتك بعثمان , يقولون في صيامه أنه كان يصوم الدهر , يروي الزبير بن عبد الله بن الزبير عن جدته كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله ) فكان رضي الله عنه ينام ويرتاح قليلاً بعد صلاة العشاء ثم يقوم الليل في الأغلب
على ركعة واحده فكان يصوم الدهر إلا الأيام التي يحرم فيها الصيام كالعيدين (أيام التشريق) , هكذا كان عثمان رضي الله عنه وأرضاه .
ويقول الشعبي لقي مسروق ( هو واحد من أكبر التابعين ) الأشتر ( يقولون إنه شارك في مقتل عثمان رضي الله عنه ) فقال مسروق للأشتر قتلتم عثمان فقال : نعم فقال : أما والله تعلق قلبه بالقرآن , كان القرآن جليس عثمان وأنيس عثمان يديم النظر فيه ليل ونهار يتمعن في تلاوته , يقول مسروق عن عثمان ما أحب أن يأتي عليّ يوم ولا ليلة إلا وأنظر في كتاب الله .
وكان معروفاً عن عثمان أنه يختم القرآن كل أسبوع رغم انشغاله بأمور الدولة هذا من غير الصلاة .
يروي الحسن بن علي رضي الله عنهما عن عثمان بن عفان يقول سمعت منه قولة يقول فيها لو أن قلوبنا طهرت شبعت من كلام ربنا وأني أكره أن يأتي عليّ يوماً لا أنظر فيه إلى المصحف )
وكان حافظاً للقرآن ورغم حفظه كان يقرأ من المصحف لكي يدقق حفظه وما مات حتى خرق مصحفه من كثرة ما كان يديم النظر فيه ( يعني بالقراءة والاستعمال أصبح مصحفه بالياً )
وأضف إلى كل هذا حبه للحج , فحج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم من بعد ذلك ما ترك الحج أبداً كان يحج في كل عام وفي خلافته حج عشرة سنوات متتالية ولم يتوقف عن الحج إلا في السنة التي حدثت فيها الفتنة وحوصر فيها ( منعوه من الحج ) غير هذا ما كان يترك الحج ابداً ولذلك أصحابه عرفوا له إيمانه العميق .
قال عمر بن الخطاب يوماً ( في مجلس ضم بعض الصحابة من بينهم عثمان ) معكم رجلاً لو قسّم إيمانه بين جند من الأجناد ( جيش من الجيوش ) لوسعهم , قالوا يريد عثمان الكل شهد بذلك .
ومن صفاته التي غلبت عليه رضي الله عنه خوفه الشديد من الله عز وجل , يقولون غلب عليه الخوف , نحن نتغلب بين الخوف والرجاء نخاف من النار ونرجو الجنة , نخاف من غضب الله تعالى ونرجو رحمته ورضاه , فهنالك من الصحابة من غلب عليه الخوف ومنهم من غلب عليه الرجاء فمثلاً بلال رضي الله عنه عندما احتضر وبدأ عليه أهله بالبكاء كان سعيداً وهو يقول : ( وآ فرحاه غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه ) إذاً غلب عليه الرجاء بأن الله سبحانه وتعالى سيغفر له ويرحمه ويجمعه مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه , فعثمان كان من الذين غلب عليهم الخوف مع أنه كان من أكثر الناس ممن يستحق الرجاء , فكان لا تمر عليه آية من آيات الخوف التي تتحدث عن النار و مشاهد القيامة إلا وكان يفزع من هذه المشاهد أشد الفزع .
يقول عبد الله بن الرومي أن عثمان قال : ( لو أني بين الجنة والنار ولا أدري إلى ايتهما أصير أو يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن اعلم إلى ايتهما أصير )
وكان يخاف من أن الله سبحانه وتعالى يعاقبه لأنه آذي أحد من المسلمين , فقد روي أن له عبد فهذا العبد اخطأ مرة خطاءً جسيماً فمسك عثمان أُذن هذا العبد وفركها ثم بعد أن ذهب ناداه فقال له : إني كنت قد فركت أُذنك فأقتص مني , فقال له : لا استطيع , فزجره عثمان و قال له : افرك أُذني وظل وراءه إلى أن أضطر هذا العبد بإلحاح عثمان أن يمسك أذن عثمان دون أن يفركها فقال له عثمان أشدد , ثم قال كلمة عجيبة يا حبذا قصاص في الدنيا لا قصاص في الآخرة


وفي لقاءنا القادم سنكمل بإذن الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:33 am

وكان رضي الله عنه كثير البكاء خاصة عند ما يقف على القبور , يقول هاني مولى عثمان ( المولي هو العبد الذي تحرر ) كان عثمان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته , فقيل له أتذكر الجنة والنار فلا تبكي مثل هذا البكاء وتذكر القبر فتبكي إلى أن تبل لحيتك فقال عثمان إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فإن ما بعده أيسر منه وإن لم ينجو منه فما بعده أشد ) ولذلك كان يتأثر تأثراً شديداً
ومن الصفات العظيمة لعثمان رضي الله عنه الزهد , فما هو الزهد ؟ سئل الأمام احمد أيكون المرء زاهداً وعنده ألف دينار , فقال : نعم , قيل كيف , قال : بأن تكون الدنيا في يده وليست في قلبه , قالوا وما علامة ذلك , قال : إذا زادت لم يفرح وإذا نقصت لم يحزن , فعثمان رضي الله عنه كان من أغنى المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن أبو بكر الصديق وفي زمن عمر وفي أيام خلافته , من أغنى المسلمين بلا منافس ومع ذلك كان رجلاً بسيطاً لا يتظاهر بالزهد بل يعيشه فلم يتعلق قلبه بدنيا أو مال رغم ثرائه ووجاهته , يقول شرحبيل كان عثمان يطعم الناس طعام الأمارة ويأكل الخل والزيت , وعن حميد بن نعيم يقول أن عمر وعثمان دُعيا إلى عزيمة فصاحب العزيمة صنع لهما طعاماً فخماً فقال عثمان لعمر قد شهدنا طعاماً لوددنا أن لم نشهده فقال عمر لما , قال إني أخاف أن يكون صنع مباهاة , وعن عبد الملك بن شداد يقول رأيت عثمان بن عفان على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم وربطة كوفية ممشقه , فكان بإمكانه أن يلبس أفخم الثياب وأغلاها ولكنه زهد فيها , جمع غنى الدنيا مع الزهد فيها والطمع فيما عند الله تعالى
بالإضافة إلى زهده فقد كان متواضعاً على الرغم من مكانته وجاهه وغناءه ووصوله إلى الخلافة , فكان شديد التواضع قبل الخلافة وبعد الخلافة , يقول الحسن بن على رضي الله عنه رأيت عثمان نائماً في المسجد ورداءه تحت رأسه ليس حوله أحد ( من الحراس ) وهو أمير المؤمنين , ويقول خيثمه رأيته يقيل ( ينام وقت القيلولة) في المسجد وقد أثر الحصى في جنبه , والناس تمر وتقول هذا أمير المؤمنين , نحن نذكر عمر ( عدلت فأمنت و نمت ) وأيضاً هكذا كان عثمان رضي الله عنه وأرضاه , وكان عنده الخدم والعبيد ومع ذلك كان إذا قام الليل يتكئ على عصاته ويذهب ويحضر الماء لنفسه ولا يوقظ احد من أهله أو خدمه , عاتبه بعض الناس قالوا له لو أيقظت بعض الخدم لكفوك , فقال الليل لهم ليستريحون فيه .
وكذلك من أعظم صفاته الجود والكرم , فكرم عثمان لا ينافس إلا من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يقولون هو الوحيد الذي نافسه في الكرم , فسخاؤه لا حدود له فكلما أنفق من أمواله أعطاه الله تعالى أضعافاً , فعثمان رضي الله عنه يقولون ما كسدت تجارته قط ولم يعيش يوماً واحداً فقيراً أو محتاجاً في كل حياته , وكان من أكرم الناس أولاً مع أهلة ثم مع بقية المسلمين
يقول عقبة بن عمر كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصاب المسلمين جهد حتى عُرفت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين , فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال : والله ما تغيب الشمس حتى يأتي الله برزقه , عثمان سمع ذلك فذهب على ناقته يبحث في المناطق المحيطة لعله يجد رزق فإذا بقافلة فيها أربعة عشر ناقة محمله بالطعام فأشتراها وما عليها من طعام ثم جاء بهذه القافلة فوجه منها سبعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبعاً إلى أهله , فلما رأى المسلمين هذه العير وقد جاءت بالطعام عُرف الفرح في وجوههم وعُرفت الكآبة في وجوه المنافقين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا فقالوا أرسل به عثمان هدية لك , يقول راوي الحديث فرأيت الرسول صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه يدعو لعثمان ويقول اللهم اعطي لعثمان , وافعل لعثمان , رافعاً يديه صلى الله عليه وسلم حتى رأيت بياض إبطيه و هكذا كان عثمان ينتظر إشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم فينفق
ومن أعظم تبرعات عثمان بئر روما , في قصة بئر روما هنالك روايتان الرواية الأولى تقول أنه لما جاء المهاجرين إلى المدينة استنكروا كل المياه التي في المدينة إلا بئر واحده تسمى بئر روما وهذا البئر يقال أنها كانت لرجل من الأنصار وقيل أنها كانت لرجل يهودي فالخلاصة كان هذا الرجل يبيع القربة بمد من التمر أو الطحين ( الدقيق ) فشق ذلك على المهاجرين لأنهم كانوا فقراء فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ( في الرواية الأولى ) فقال له تبيعها بعين في الجنة فقال الأنصاري يا رسول الله ليست لي ولعيالي عيش غيرها ( يعني يعتذر بلطف ) ووصل الحبر إلى عثمان رضي الله عنه فذهب إلى هذا الأنصاري وقيل اليهودي فقال له : تبيعها بخمسة وثلاثون ألف درهم فقال : نعم فباعها إلى عثمان , فذهب عثمان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله أتجعل لي مثل الذي جعلته له في الجنة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم واشهد لك أمام الناس فقال عثمان يا رسول الله أشهد أني اشتريتها وأشهد الله بإنها للمسلمين بلا مال فقال الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد أن لك بها بئراً في الحنة .
ومن إنفاق عثمان رضي الله عنه إعتاق الرقيق , يقول عثمان عن نفسه يذكر فضل الله عليه ما أتت عليّ جمعة إلا وأنا أُعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلا أن لا أجدها فأجمعها في الجمعة التالية ( فكم عبد أعتق عثمان ) ما كان يريد ثناء من أحد , يريد وجه الله تعالى .
بعض الناس حسدوه على هذا , روي أن رجلاً جاء إلى عثمان فقال له : ذهبتم يا أصحاب الأموال بالخير , تتصدقون وتعتقون وتحجون وتنفقون , فقال له عثمان وإنكم لتغبطوننا في هذا (أي تحسدوننا) , فقال إننا لنغبطكم , فقال عثمان كلمة يعلمه ويعلمنا ( والله لدرهم ينفقه أحد من جهده خير من عشرة آلاف تنفق غيض من فئ )
أما إنفاقه في زمن أبو بكر الصديق , يروي حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عته وعن أبيه يقول ( قحط الناس في زمان أبو بكر الصديق فقال لهم أبو بكر إنشاء الله لا تمسون غداً حتى يأتيكم فرج الله , فلما كان صباح اليوم الثاني وصلت المدينة قافلة لعثمان رضي الله عنه فغدا عليه التجار ( أي جاءوه في وقت مبكر ) فخرج إليهم عثمان وعليه ملائه قد خالف بين طرفيها على عاتقه ( أي من شدة استعجاله لم يرتدي ملابسه جيداً ) فطلبوا منهم أن يبيعهم قافلته بالجملة فقال لهم كم تربحونني قالوا العشرة أثنى عشر ( أي مقابل كل عشره أثنى عشر) فقال لهم عندي من زاد فقالوا العشرة بخمسة عشر فقال لهم عندي من زاد , فاستغربوا وقالوا له من الذي زادك فقال إنه الله تعالى زادني مقابل كل درهم بعشرة أضعاف فقال إني أشهد الله ومشهدكم جعلت ما حملت هذه الإبل صدقة لله على المساكين وفقراء المسلمين وأنصرف التجار عنه وهو ينادي اللهم إني وهبتها فقراء المدينة بلا ثمن ولا حساب .
وأعظم ما أنفق عثمان يوم أن أنفق على جيش العسرة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من المسلمين ومن التجار تجهيز جيش العسرة فلم يقوم أحد من التجار إلا عثمان فقال يا رسول الله عليّ مائة من الإبل بكا ما تحتاجها من زاد وسلاح للراكب الذي سيركبها ففرح النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بالخير ولكن ما زالت هنالك أعداد تحتاج للتجهيز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يجهز جيش العسرة وله الجنة فوقف عثمان وقال يا رسول الله وعليّ مائة أخرى بأعتابها وأحلاسها ففرح النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بالخير ولكن ما زالت هناك أعداد أخرى فوقف عثمان للمرة الثالثة وقال وعليّ مائة أخرى إلى أن قام سبعة مرات يعني سبعمائة ناقة بكل أعتابها وأحلاسها ولم يكتفي بهذا فجاء بخمسين فرساً وألقى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ألف دينار من الذهب وسبعمائة أوقية من ذهب أخرى وضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , والنبي صلى الله عليه وسلم مستغرب من هذا الكرم , فيأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الأموال والذهب ويقلبها بين يديه وهو يقول غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم .
جهز عثمان وحده ثلث جيش العسرة أي كرم وأي جود ضربه لنا عثمان رضي الله عنه .
ليس هذا فقط مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روي أن طلحة بن عبيد الله ( هو واحد من العشرة الذين بشروا بالجنة وكان من الأغنياء ) أصابته حاجة فاستدان من عثمان مبلغ خمسون ألف دينار ونجح طلحة في تجارته واستطاع أن يجمع المبلغ وجاء لوفاء دينه فالتقى طلحة بعثمان وهو خارج من المسجد فقال له إن الخمسون ألفاً التي لك عندي قد حصلت عليها فأرسل إليّ من يقبضها وهنا قال عثمان قد وهبتها لك لمروءتك , هكذا كان عثمان في جوده وكرمه ولذلك أحبه الناس محبةً عظيمةً .
ومن مآثره إنه شارك في توسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام كلاهما , أولهما المسجد النبوي لما بنا النبي صلى الله عليه وسلم مسجده في المدينة المنورة وأنتشر الإسلام وبدأ المصلين يزدادون ضاق المسجد فالنبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يتوسع في المسجد ولكن كان الناس قد شيدوا منازلهم حول المسجد فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ يُرغّب من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون له فيها كالمسلمين وله خير منها في الجنة , فهنا أسرع عثمان فأشترى هذه الرقعة بما فيها من بيوت ووهبها جميعها للمسجد , أما توسعة المسجد الحرام فتمت بعد أن فتح المسلمين مكة , فالنبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يوسع المسجد الحرام فأيضاً عرض أن تشترى الأراضي والبيوت الكبيرة الملاصقة للمسجد فأعتذر كبار التجار لكثرة المبالغ هنا يأتي كبير تجار المسلمين عثمان بن عفان فاشتراها جميعاً وضمها للمسجد الحرام , فشارك عثمان رضي الله عنه في شرف إعمار أعظم بيتين من بيوت الله تعالى .
أضيفوا إلى هذه الصفات صفة أخرى خاصة بعثمان رضي الله عنه قليل ما نجدها بين الناس وهي صفة الحياء , فالحياء عند عثمان صفة أصيلة في كيانه هي من أبرز أخلاق عثمان رضي الله عنه حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح هذه الصفة في عثمان فقال : ( أصدق أُمتي حياءً عثمان ) رحم الله عثمان رضي الله عنه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
khalidfazazy
ADMINSTRATOR
ADMINSTRATOR
khalidfazazy


ذكر عدد الرسائل : 707
الموقع : دولة قطـر / السـودان
المزاج : مثلمـا أنـا
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Empty
مُساهمةموضوع: رد: عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان   عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان Icon_minitimeالأحد يونيو 22, 2008 1:35 am

عثمان هذه الشخصية الفريدة العظيمة شخصية تختلف كثيراً عن ما تعودناه في السيرة من أحاديث عن البطولات العسكرية والفروسية هو بطوله لكن من نوع آخر ليس بطولة في ميادين الحروب والقتال وإنما هو بطولة في ميدان التقوى والورع وفي ميدان الجود والكرم وفي ميدان الأخلاق والتواضع وحسن التعامل مع الناس , هو بطولة في السياسة والرعاية بالرعية والإشفاق عليهم , بطولة من نوع آخر لذلك الناظر في سيرته لن يجد روايات الفتوحات والقتال كما في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالرغم من أن هنالك كانت فتوحات عظيمة في عهده , لان العظمة الكبرى في شخصية عثمان ليس في هذا الجانب وإنما هي في الجانب الإنساني والجانب الأخلاقي .
إذاً فنحن نستطيع أن نلخص شخصية عثمان ونقول قبل , الإسلام خصال فريدة وحميدة ولما أسلم انعكست هذه الصفات على شخصيته فزادتها جمالاً وتألقاً , اكتسب هذه الصفات من خلال نشأته وبيئته وبما وهبه الله سبحانه وتعالى من فطرة أخلاقية وصقلها باحتكاكه مع النبي صلى الله عليه وسلم , حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوماً على ابنته رقيه وكانت تغسل رأس زوجها عثمان فقال لها : (يا بنيه أحسني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خلقاً) النبي صلى الله عليه وسلم مدحه هذا المدح الشديد في قضية الأخلاق .
سأل معاوية بن أبي سفيان ( في أيام خلافته ) سأل احد أكبر علماء المسلمين بعد الفتنة التي جرت بين الصحابة ,عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعن أبيه ما تقول في عثمان , فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه ( رحم الله أبا عمر , كان والله (يلخص شخصية عثمان) أكرم الحفدة (يعني أكرم الناس عندما يأتيه الضيوف ) وأصبر الغزاة ثم أضاف قائلاً هجاداً بالأسحار ( كثير الصلاة ) كثير الدموع عند ذكر الله دائم الفكر فيما يعنيه بالليل والنهار , ناهضاً إلى كل مكرمة يسعى إلى كل منجية فراراً من كل موبغة وصاحب الجيش ( يعني هو الذي جهز جيش العسرة ) وصاحب البئر ( يعني هو الذي اشترى البئر للمسلمين ) وختن المصطفى على ابنتيه ( يعني تزوج بنات النبي صلى الله عليه وسلم ) فأعقب الله من سبه الندامة إلى يوم القيامة .
وعثمان يصف نفسه ويقول : قد اختبأت ربي عشرا ( يعني احتفظت عند الله عشرة أمور هو الذي يجازيني بها ) إني لرابع أربعه في الإسلام , وجهزت جيش العسرة , وجمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وائتمنني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته , ثم توفيت وزوجني الأخرى , وما تغنيت وما تمنيت ( يعني لم أكذب أبداً في عمري ) , وما وضعت يدي اليمنى على فرجي منذ بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم ( يعني يدي التي تشرفت بمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومصافحته لم ألمس بها فرجي ) , وما مرّت بي جمعة إلا وأنا اعتق فيها رقبة إلا أن لا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك , ولا زنيت في جاهلية أو إسلام , ولا سرقت , فكلها أدخرها عند الله سبحانه وتعالى .
التفاخر بمثل هذه الأمور هي مما علمنا إياها العلماء , فنذكر ما قاله بن حزم رحمه الله في كتابه بعد أن يتكلم عن الغزل والوصال مع حبيبته ويتوسع في الغزل وخاصة في كتابه الشهير عن الغزل فوق الحمامة فيقول في آخره إنما أذكر هذه الأمور من باب التسلية وترويح النفوس ثم يقول ما يحاسبني الله على جريرة الزنا أبدا ( يعني لا يحاسبني الله على الزنا لأنني ما زنيت ) فالعلماء يحمدوا الله ويذكروا هذه الأمور من باب وأما بنعمة ربك فحدث .
إذاً جمع عثمان رضي الله عنه في شخصيته كل خصال الخير , لين لكن من غير جبن , شديد في الحق لكن من غير بأس , كريم وبار بأهله ورحيم وشريف ...الخ
وأضف إلى ذلك أنه نسيب الرسول صلى الله عليه وسلم , يقول صلى الله عليه وسلم : ( ينقطع يوم القيامة كل سبب وكل نسب إلا سببي ونسبي ) وهو قد ناسب النبي صلى الله عليه وسلم مرتين , رضي الله عنك يا عثمان .

(( منـقـووول ))


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khalidfazazy.ahlamontada.com
 
عــــــــــــثمان بن عـــــــــــــفان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعرالشريف خالد مصطفى الفزازى :: المنتدى الإسـلامـى-
انتقل الى: